تغربت الابدان وتغربت القلوب

رسالة من ابنة الى امها
ام عرفت معنى الامومة ففرحت بوليدها ونسيت تعب الحمل والولادة
وسهرت الليالي وتعبت لتضمن لابنها الراحة وتطعمه وتحرم نفسها تلبس القديم ليلبس ابنها الجديد
لكن هل يمكن لبعد المسافة ان يقسو قلبها ويصبح جاف على ابنتها
هل يعني ان ابنتها تزوجت وسافرت لم يعد لها مكان في قلبها
وان مشاكلها لا تهمها ولا تحاول تخفيف احزانها وان تفرح لفرحها
هل اصبحنا في زمان الظلم فيه وسيلة للتعبير عن الحب
ان يقسو قلبها على ابنتها وان لا تعبر على حبها لها لا بقبلة ولا بحضن دافئ او بكلمة معبرة عن الحب والحنان بعد طول غياب حين تقابلها
سوى كلام قاسي وجارح بحجة انه في مصلحتها وانها بذلك تحبها بطريقتها وكما انها ابنتها ولها كامل الحقوق لظلمها وكيفية معاملتها لها وان دافعت عن موقفها في حلال او حرام
ثارت وغضبت ودعت عليها وتمنت رحيلها كل هذا ومازالت ابنتها تحبها وتتمنى ارضاءها ولو على حساب نفسها الجنة غالية ورضى الوالدين طريقها
تغربت الابدان وتغربت القلوب
والله المستعان على ذلك انه ولي ذلك والقادر عليه
اتمنى من كل ام ان تراجع نفسها وبصفتي ام علينا ان نعينا ابناءنا على برّنا
وان الظلم ظلمات يوم القيامة ليس معنى انه ابني وهبة من ربنا يحق لي ان اظلمه
بل انصره ان كان على الحق وان ارشده ان كان على الباطل
الكلمة الطيبة صدقة فلماذا نتصدق على الاخرين ونحسن التعامل معهم ونستجدي ارضاءهم ونكون قاسين مع ابناءنا
غلظة يدمي لها القلب ليصبح البر واجب مكره عليه وليس واجب يسعى اليه بكل لهفة
هذه هي ضريبة يدفعها المغتربين دموع واحزان لفراق الاهل والاحباب
دمتم في حفظ الله وامانه
اختكم في الله