الصدق سبيل النجاة " حكايات عمو محمود"

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كان يامكان كان هناك فى إحدى البلاد غلام طيب اسمه يحيي يعيش مع أمه بعد ما مات أبوه وهو طفل صغير.

تربى هذا الغلام فى حجر امه التى علمته الصدق فى كل شيء فكان صادقاً لا يكذب أبداً .

وفى يوم من الأيام أراد هذا الغلام أن يسافر ليطلب العلم فى إحدى البلاد المجاورة .

وقبل سفره ذهب إلى أمه ليودعها

فقالت له أمه : يايحيي أريدك أن تبايعني على الصدق .. فبايعها على أن يكون صادقاً وألا يكذب أبداً

وخرج يحيي متكلاً على الله بعدما أخذ كتبه والقليل من الطعام وأعطته أمه أربعين ديناراً فأخفاها تحت ملابسه حتى لا يراها اللصوص .

وسافر يحيي مع إحدى القوافل المسافرة إلى تلك البلدة التي سيدرس فيها وبينما هم فى الطريق إذ يخرج عليهم اللصوص وسرقوا كل شيء فى القافلة ولم يتركوا أى شيء.

وبعدما سرق اللصوص كل شيء نظر كبير اللصوص فرأى يحيي واقفاً فظل كبير اللصوص يسخر ويقول : انظروا لهذا الفتى فملابسه قديمة جداً

ثم نادى كبير اللصوص على يحيي وقال له : تعال هنا يافتى

فنظر إليه يحيي وهو يشعر بالخوف الشديد ثم نادى كبير اللصوص عليه مرة أخرى وقال له : قلت تعال هنا .. تعال وإلا قتلتك

ذهب يحيي لكبير اللصوص وقال له : نعم . ماذا تريد مني ؟؟

فضحك كبير اللصوص وقال له : هل معك أموال ؟

فقال يحيي : نعم .. معي أربعون ديناراً أخفيتها تحت ملابسي

صمت كبير اللصوص ونظر ليحيي وهو يشعر بالغضب الشديد .. وقال ليحيي : هل تسخر مني ؟

معك مال كثير وتخبر بهذه السهولة ..

ثم قال له : الويل لك إن كنت تكذب عليّ وتسخر مني

فقال يحيي : أنا لا أهزأ منك هذه هى الحقيقة فمعي أربعون ديناراً

نظر إليه كبير اللصوص والشر يبدو فى عينيه ثم هدأ وقال ليحيي : سأفتشك وسنرى وإن عرفت أنك تكذب سأقتلك فى الحال

ثم نادى كبير اللصوص على رجاله وقال لهم : فتشوا هذا الفتى

فأسرع الرجال وفتشوا يحيي فعثروا على النقود وأعطوها لكبيرهم فعدها فوجدها بالفعل أربعين دينارا

فتعجب كبير اللصوص وقال له : ولما أخبرتني بالدنانير التي معك ؟ وماالذي حملك على أن تصدق معى وأنت تعرف أنى سأسرقها

قال يحيي : لأنني بايعت أمي على الصدق فلن أخون عهد أمي

فنظر إليه كبير اللصوص وبكى بكاءً شديداً وقال أنت تخشى أن تخون عهد أمك وأنا أخون عهد ربي وأخيف الناس وأسلبهم أموالهم أشهدكم جميعا أني تائب إلى الله منذ هذه اللحظة

فأمر كبير اللصوص بردّ الأموال والأشياء التي سرقت ففرح الناس

وجاء اللصوص وقالوا له : لقد كنت كبيرنا فى السرقة وأنت اليوم كبيرنا فى التوبة فقد تبنا جميعا إلى الله

وهكذا ببركة الصدق نجا الغلام والقافلة وتاب الجميع

الدروس المستفادة

1- على الوالدين أن يحرصا كل الحرص على تعليم الأولاد الصدق فى كل شيء حتى يكونوا من عباد الله المتقين

2- ينبغي على المسلم أن يأخذ بالأسباب حتى لا يفقد أغراضه فقد رأينا كيف أن الغلام خبأ الدنانير تحت الملابس حتى لا يراها أحد وكيف أنه خرج مع قافلة حتى لا يسافر وحده فيكون مطمعا للصوص

3- الصدق سبيل النجاة فمن أراد النجاه فعليه أن يصدق مع الله جل وعلا ومع نفسه ومع كل الناس من حوله

4- ليست الدعوة بالكلام فقط بل إن الدعوة العملية أعظم من الدعوة القولية وذلك بأن يرى الناس فيك الصدق والوفاء وحسن الخلق فيكون ذلك دعوة لهم لأن يتوبوا ويتبعوا الهدى

5- المسلم لابد أن يطيع أمه وبخاصة إذا كانت تأمره بشيء فيه طاعة لله جل وعلا

المصدر : كتاب حكايات عمو محمود للشيخ محمود المصري حفظه الله

والله الموفق

» علاج القلوب القاسيه للشيخ محمود المصرى
» وفاه حبيبنا المصطفى درس للشيخ محمود المصرى
» ۩» سلسلة كوكب ثاني«۩» الشيخ محمود المصري
» حلقات برنامج ليلة فى بيت النبي "للشيخ محمود المصري"
» فيديو قصيدة ليس الغريب للشيخ محمود المصري غاية في الروعة و الخشوع (مؤثرة و مبكية)....